18 Dec
18Dec

بعيدا، في بلاد الشرق ، توجد قرية صغيرة سكانها بسطاء يسود الحب والوئام بينهم، يتقاسمون الافراح وكدا الاحزان والاوجاع.


في يوم من ايام فصل الشتاء، هبت ريح عاصفة في 9 من اكتوبر ؛ اعتقد اهالي القرية انها كباقي العواصف التي كانت تأتي بشكل متكرر على باقي السنوات في نفس اليوم اي 9 من اكتوبر ، الا انها كانت مختلفة هذه المرة الى درجة انه شبهها البعض كذئب شرس جائع لم يأكل منذ ايام وارتد على فريسة يمزقها بأنيابه الحادة؛ هكذا كانت هذه الريح دمرت كل شيء ، لم تترك او تفلت بيتا ولا شجرة. مات الكل الا اشخاص معدودين على رأس الاصابع ، وهجرت القرية بالكامل لليال و ايام و سنوات " القرية المرحة والنشطة اختفت صارت خرابا وكذا تلك الضحكات والابتسامات صارت من الماضي "


انتشر الخبر في الانحاء بسرعة فائقة ، ارجع البعض هذه الظاهرة الى قصة الفتى شارلي، قد يتساءل بعضكم من يكون تشارلي، اليكم قصته :


تشارلي فتى في مقتبس العمر ، متشرد لا مبيت ولا مأوى له ، في ليلة عاصفة ، في يوم الخميس 9 من اكتوبر ، جاء تشارلي الى هذه القرية طالبا يد العون سواء كان طعاما او لباسا ، لكن اهالي القرية طردوه و لم يعيروه اهتمام ، فهؤلاء الناس رغم طيب تصرفاتهم الا انهم يكرهون غريبا بينهم فسرعان ما يأتي مسافر يغلقون الابواب والنوافذ كأنه لا احد موجود، ظل تشارلي جالسا في باحة وسطط القرية متأملا مساعدة احد ، ظل لساعات متجمدا في البرد الى ان وافته المنية، رمى الاهالي جثته في اقرب غابة ، تتالت الايام وو اختفت الجثة الى اين ؟ لم يعلم احد بذلك الى حد الان : أ أكلتها الحيوانات الضاله ؟ هل دفنها احد؟ لا احد يعلم 


وهكذا منذ ذاك الخميس الأسود تقلبت احوال القرية الى الاسوء ، عاما بعد عاما، واختفت تلك المحبة بين الاهالي و عم الكره والبخل ، نعم انها لعنة تشارلي ، الفتى الذي همشوه ينتقم بعد موته، فأصبح اهالي القرية في كل من 9 اكتوبر لا يخرجون من بيوتهم خائفينن من هذه اللعنة واصبحوا يقدمون يد العون لكل غريب املا من اختفاء غضب تشارلي.


و بعض مرور 3 سنوات من المعاناة اختفى الغضب ، فرح الاهالي لذلك وعادت المياه الى مجاريها، لكن القرويين طغوا ولم يتعظوا و لم يستفيدوا من الدرس عادوا من جديد لتصرفهم الشنع وعدم مد يد العون للغير و هكذا وقعت الواقعة دمرت القرية بأكملها ومات الكل ولم ينجو الا 3 اشخاص هاجروا القرية خائفين من ذلك الا ان لعنة الطفل ظلت ملاحقتهم حتى لقوا حذفهم فمنهم من انتحر و منهم من مات مريضا.


وهكذا اختفت القرية من الوجود ولم يذكر احد ذلك الحادث من بعد .


انتشرت اشاعات واساطير في البلد على كون القرية مسكونة الا ان الرحالة كذبوها لكون تلك الايام القليلة التي لبثوا فيها داخلها عاشوها بهناء ، و من هنا عادت القرية كموقع سياحي يزوره الناس لرؤية تلك البيوت المهدومة ..فهل اختفت اللعنة حقا ؟ لا لم تختفي ؛ اختفت لكون القرية هجرت ، و هكذا اصبح كل من يقرب تلك القرية محاولا العيش داخلها مصيره الموت لا محالة . و بعد تتابع تلك الحوادث قررت البلدة هدم القرية من اجل سلام المواطنين . وطمرت القرية بين الاكوام و صارت فقط قصة تتوارث بين الاجيال البعض آمن بها والبعض الاخر اعتبرها خرافات. وهكذا اختفت لعنة تشارلي بين الأنقاض..فهل اختفت كليا ام لا ؟ لا احد يعلم لانه لمم  يقرب تلك المنطقة كائن بعد ذلك.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة